السياحة في الرباط تناطح نظيراتها بدول العالم، يكفي ان ان تعرف ان الرباط كانت صاحبة المركز الثاني كأفضل الوجهات السياحية في 2013.
مدينة الرباط، هي العاصمة الرسمية لمملكة المغرب، وتكتسب المدينة موقعاً جغرافيا مميزاً، حيث تطل على ساحل المحيط الأطلسي من جهة، وتقف على إطلالة مميزة على نهر أبي رقراق من جهة أخرى، ويفصلها هذا النهر عن المدينة القديمة.
في القرن الـ 12 الميلادي قام الموحدون بتأسيس مدينة الرباط وكان اسمها في البداية مدينة “رباط الفتح”.
وكانت مدينة الرباط القديمة بمثابة مصغر لمدينة حصينة شملت قلعة ومسجد ومقراً للخلافة.
وبحسب المؤرخين فقد أكتمل بناء مدينة الرباط في عهد أبي يوسف المنصور، بما في ذلك السور والبوابات.
السياحة في الرباط رائجة ومتنوعة بفضل وجود العديد من الاماكن السياحية بها.
وخلال عام 2013 تمكنت العاصمة المغربية من الفوز بالمركز الثاني بجائزة CNN لأفضل الوجهات السياحية.
معلومات تاريخية عن الرباط
يعود تاريخ تأسيس مدينة الرباط إلى عهد المرابطين الذين أنشأوا حصناً، كان نواة لبناء المدينة.
تم تحويل الحصن بعد ذلك إلى قلعة لحماية الجيوش التي كانت تنطلق في حملات ناحية الأندلس.
بعدها تم بناء أسوار ضخمة حول المدينة القديمة التي بُنيت حول الحصن، وتم بناء بها عدة بنايات من اشهرها مسجد حسان والتي تكتسب صومعته شهر واسعة.
وفي عصر السلطان يعقوب المنصور تم بناء سوراً ضخما حول المدينة بلغ طوله 2263 متر عُرف بأسم السور الموحدي.
ويمتد السور الضخم من غرب المدينة حتى جنوبها بعرض 2.5 متر وارتفاع عشرة أمتار.
ويعد السور الموحدي من أهم اماكن السياحة في الرباط، وتم دعمه بـ 74 برجاً، كما يتخلله 5 أبواب ضخمة كعادة تصحينات المدن القديمة في المغرب.
لم تقف التحصينات عن هذا الحد، ففي القرن الـ 14 تم بناء سور خماسي الأضلاع حول مدينة الرباط وتم دعمه بـ 20 برج و 3 بوابات.
أكبر هذه البوابات وأكثرها زخارف وعمارة هو الباب الرئيسي المقابل للسور الموحدي.
وداخل السور تم بناء 4 بنايات معمارية ضخمة ومزخرفة تدل على عظمة الفن المعماري المغربي في ذلك الوقت، لتجسد هذه الفنون المعمارية عظمة مقبرة شالة ومكانتها على العهد المريني.
ما زالت تقف بقايا مقبرة شالة شامخة حتى الأن وتضم بجانبها مسجد ومجموعة من القبب المبنية على الطراز الأندلسي، ولعل أبرز هذه القبب قبة السلطان أبي الحسن وزوجته شمس الضحى.
وتضم بقايا هذه البنايات الضخمة مدرسة تم تطريزها بعناية بزخارف هندسية متقنة ترمز الى فنون العمارة المغربية خلال القرن الـ 14 .
داخل السور خماسي الأضلاع ستجد حمام يتميز طرازه المعمار بقبب نصف دائرية بها 4 قاعات وهم :
قاعة لخلع الملابس – وأخرى مزودة بمياه باردة والقاعة الثالثة مزودة بمياه دافئة، والقاعة الأخيرة أكثر سخونة بما يشبه السونا في عصرنا الحديث.
وفي الجنوب الغربي داخل السور توجد قاعة للوضوء لمسجد أبي يوسف تسمى حوض النون.
وفي التراث الشعبي المغربي المتوارث تسمع العديد من الحكايات والأساطير قد تم نسجها حول حوض النون وتوارثتها الأجيال المتعاقبة.
ننصحك بقراءة الموضوعات التالية:
اكتشف جنة افران..سويسرا العرب
دليلك لإقامة مترفة في جنة الأندلس “ماربيا”
اهم الاماكن السياحية في الرباط
هناك العديد من المناطق السياحية في الرباط، الكثير منها آثار قديمة وتاريخية، ومن هذه الأماكن:
قصبة الأوداية
كانت في الأساس قلعة محصنة، تم بناؤها في عصر المرابطين لمحاربة قبائل برغواطة.
في عصر الموريسكيون، تم إعادة الحياة إليها من خلال تدعيمها بأسوار وجعلها مقرا لدويلة أبي رقراق التاريخية.
يتجسد الفن المعماري الموحدي المغربي في السور الضخم للقصبة وبابها الأثري الكبير.
شالة
شالة هي من أهم مناطق السياحة في الرباط، نظرا لقدسيتها لدى المغاربة وروعتها المعمارية.
في القرن الـ 10 الميلادي تم اتخاذها كمقبرة لدفن ملوك وأعيان بني مرين، وذلك من جانب السلطان أبو يوسف يعقوب.
وقام السلطان ببناء مجمع بالشالة، وهو عبارة عن مسجدا ودارا للوضوء وقبة دفنت تحتها زوجته أم العز.
في عهد السلطان أبو عنان تم بناء مدرسة شمال المسجد والحمام وزين الأضرحة بقبب مزخرفة تقف شاهدة على فنون المعمار الهندسي في المغرب القديم.
صومعة حسان
تعد واحدا من بين المباني التاريخية المتميزة، ومن أبرز اماكن السياحة في الرباط.
كانت تعتبر الصومعة من أكبر المساجد في المغرب قديماً، ولكن للأسف لم يتبقى الا القليل من هذا الأثر النادر بسبب زلزال عام 1755.
يصل طول الصومعة إلى 180 مترا وعرضها 140 مترا، يصل ارتفاعها الى 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو يشبه مطلع مسجد احمد بن طولون في القاهرة، ويؤدي هذا المطلع إلى أعلى الصومعة.
وتم تزيين الواجهات الأربعة للصومعة بالزخارف والنقوش على الطراز الأندلسي، كعادة الفنون المعمارية في القرن الـ 12 الميلادي.
ما افضل الاماكن السياحية بالرباط؟
هناك مناطق سياحية في الرباط عديدة وخاصة في البلدة القديمة، التي تحمل بين طياتها روائح تاريخية.
ويعتبر باب “الرواح” وباب”الأوداية” المحفوران في الجانب الغربي من السور الموحدي بالرباط من أبرز الاماكن السياحية في المغرب.
ويعكسا هذان البابان اوج عصر الهندسة المعمارية المغربية، بسبب الزخارف المتقنة والافاريز المنقوشة بالخط الكوفي.
في العصر الحديث تحول البابان إلى صالات للمعارض الفنية خاصة الرسم، حيث يستخدمه أشهر الرسامين المغاربة والعالميين في عرض أعمالهم الفنية.
كذلك داخل السور الموحدي الخماسي ستجد انقاض مسجد حسان ملقاة على مساحة هكتارين ونصف ما يعكس ضخامة البناء الأصلى حال اكتماله، وتعد بقايا المسجد واحدة من اهم الاماكن السياحية في الرباط.
وحتى الأن ما زالت مئذنته الشهيرة تقف شاهدة على أكبر مشروع عمراني مغربي قديم كان يقوم به الموحدون، ولكنه لم يكتمل.
ضريح محمد الخامس
بجوار انقاض المسجد ستجد ضريح الملك محمد الخامس والذي دفن به ابنه الملك الحسن الثاني.
أثناء زيارتك لمدينة الرباط لا تفوت زيارة مغارة دار السلطان، وهي واحدة من اهم الاماكن السياحية في الرباط، ولها مكانة علمية عظيمة ايضاً.
تقع المغارة على ساحل المحيط الأطلسي في مدينة الرباط.
ترجع الأهمية العلمية للمغارة إلى وجود طبقات بها ترجع الى العصر الحجري القديم.
وفي عام 1975 تم العثور داخل هذه المغارة على بقايا جمجة أنسان قديم يرجع إلى الحضارة العاترية والتي تنتمي للعصر الحجري الأوسط.
ويقصد بالحضارة العاترية هو صناعة الأدوات الحجرية وأقرب تأريخ للحضارة العاترية يعود الى 145 ألف عام.
هناك أيضا منطقة الروازي الصخيرات كواحدة من أفضل أماكن السياحة في الرباط، ولها ايضاً مكانة علمية، وتقع هذه المنطقة على بُعد 30 كيلومتر من مدينة الرباط في المغرب.
ومنطقة الروازي عبارة عن مقبرة تم اكتشافها سنة 1980.
وبعد اكتشاف المقبرة تمت عدد من عمليات الحفر التي أدت الى اكتشاف بقايا انسان قديم ومجموعة من الأدوات الأثرية منها أواني خزفية، أواني من العاج وحلي من العاج، ويرجع عمر هذه الأدوات الى العصر الحجري الحديث .